القائمة الرئيسية

الصفحات

في صباح يوم صيفي من يوليو عام 1962، خرجت فتاة عشرينية تُدعى أودري باكبيرغ من منزلها

 


 في صباح يوم صيفي من يوليو عام 1962، خرجت فتاة عشرينية تُدعى أودري باكبيرغ من منزلها المتواضع في مدينة ريدسبورغ الصغيرة بولاية ويسكونسن، متجهة نحو مصنع النسيج لتسلّم راتبها… ولم تعد بعدها أبدًا. اختفت وكأن الأرض انشقت وابتلعتها.


كانت تبلغ من العمر 20 عامًا فقط، متزوجة وأم لطفلين، ومع ذلك، لم تترك خلفها أي أثر. لا رسالة، لا وداع، لا دليل على جر*يمة. الشرطة بدأت التحقيق، العائلة أُصيبت بصدمة، والمجتمع ظل يتساءل لسنوات: أين ذهبت أودري؟ وهل ما زالت على قيد الحياة؟

لكن خلف هذا الاختفاء، كانت الحقيقة أكثر تعقيدًا مما تخيل أي شخص.

قبل أيام قليلة من اختفائها، كانت أودري قد أقدمت على خطوة شجاعة في زمنٍ لم يكن يرحم النساء: قدمت شكوى جنائية ضد زوجها، الذي كانت قد تزوجته قبلها بخمس سنوات. اتهمته بضر*بها وتهد*يدها بالقت*ل. كانت خائفة، محطمة، لكنها مصمّمة على النجاة.

وفي يوم اختفائها، التقت بمربية أطفالها، فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا فقط. سارتا معًا إلى طريق عام وبدأتا في “التوصيلة المجانية” (hitchhiking) نحو العاصمة ماديسون، ومن هناك استقلّتا حافلة إلى إنديانابوليس بولاية إنديانا، على بُعد 480 كيلومترًا. لكن في منتصف الطريق، دبّ الخوف في قلب المربية وقررت العودة. أما أودري؟ فقد رفضت. نزلت من الحافلة ومشت وحدها، وغابت في الزحام… إلى الأبد. 

لمتابعة القراءة اضغط على التالي .

مرت العقود. تغيرت الأجيال. وظلت صورتها بالأبيض والأسود معلقة في ملفات الشرطة، تحت بند: مفقودة – دون أثر. عشرات المحاولات والتحقيقات باءت بالفشل، والقضية بردت حتى تجمدت تمامًا.

حتى جاء عام 2024.

في خطوة مفاجئة، قرر المحقق إسحاق هانسون أن يعيد فتح الملف، مدفوعًا بفضول داخلي وشعور غامض بأن القصة لم تنتهِ بعد. بدأ بمراجعة الملفات القديمة، ثم اتجه إلى الإنترنت، وتحديدًا إلى موقع أنساب شهير. وهناك، وسط بيانات وجداول وشجرات عائلة، وجد ما يشبه المفتاح المفقود: حساب إلكتروني يعود لشقيقة أودري.


انطلقت شرارة الأمل. تعقب المحقق خيوطًا رقمية دقيقة، تواصل مع مكاتب شرطة في ولايات أخرى، حتى وصل إلى المرأة التي قد تكون

  لمتابعة القراءة اضغط على التالي  .

 أودري نفسها.


ثم، جاء اللحظة المنتظرة: مكالمة هاتفية. 45 دقيقة من الحديث مع سيدة مُسنة بدت هادئة، رصينة، متزنة… وسعيدة. أكدت له أنها بالفعل أودري باكبيرغ، لكنها لم تختف قسرًا، بل هربت بإرادتها. تركت حياتها القديمة وراءها، وبنت حياة جديدة لا يعرفها أحد.


قال المحقق، وقد بدا عليه الذهول:

“لقد ابتعدت ببساطة، وبدأت من جديد. كانت واثقة من قرارها، لا تحمل أي ندم… وكأنها عبرت من عالم إلى آخر.”


اليوم، تبلغ أودري 82 عامًا. لا تفاصيل عن مكان إقامتها، ولا نية لكشف هويتها الجديدة. لكنها حية. آمنة. وبصحة جيدة.


وهكذا، بعد 63 عامًا من الغموض، طويت واحدة من أطول قضايا الاختفاء في أمريكا. لكن تبقى الأسئلة بلا إجابات:


ما الذي عاشته طوال تلك السنوات؟

لماذا لم تحاول التواصل مع أطفالها أو أسرتها؟

وما الثمن الذي دفعته مقابل حريتها؟


ربما لن نعرف أبدًا… لكن ما نعرفه أن أودري لم تختف، بل قررت أن تُولد من جديد.      .

تعليقات

close
التنقل السريع